تتألف ظاهرة العنف الأسرى من مجموعة ممارسات عدوانية، تحدث بين أفراد الأسرة فى سرية تامة، وتتخفى وراء أبواب الغرف المغلقة غالباً، وبالتالى يصعب الاطلاع على أدق تفاصيلها وأسرارها. ومع ذلك تمدنا الوثائق البردية بروايات متنوعة عن العنف بين أفراد الأسرة فى مصر فى العصرين البطلمى والرومانى. وتأتى هذه الروايات على لسان الضحايا فى شكلين أساسيين، أولهما: الخطابات الشخصية، وعادة ما تضم ممارسات تؤثر سلباً فى العواطف والمشاعر. والشكل الثانى: المظالم الرسمية، ويُروى فيها الاعتداءات التى وقعت علي الملتمس من قبل أحد أفراد أسرته بأسلوب يكشف عن الالتزام بالإطار القانونى المتعلق بحادثة العنف، حتى تقتنع السلطات بتطبيق القانون على الطرف المعتدى وتعويض المعتدى عليه. وترتكز الدراسة الحالية على عمل تصور ـ ولو تقريبى ـ عن أوجه العنف الأسرى وخصائص أطرافه، هذا بالإضافة إلى توضيح الكيفية التى يتصرف عليها الضحايا بعد الاعتداء عليهم. وتكمن أهمية مناقشة هذه الروايات فى أنها تساعد على فهم موقف القانون والمجتمع من حوادث العنف الأسرى فى العصرين البطلمى والرومانى، كما تعين أيضاً على معرفة متى يلجأ ضحايا العنف الأسرى إلى التحاور مع المعتدين عبر الخطابات الشخصية، ومتى يضطرون إلى مقاضاتهم أمام السلطات القانونية.
تاريخ البحث
قسم البحث
مجلة البحث
المؤرخ المصرى، دراسات وبحوث فى التاريخ والحضارة، قسم التاريخ، كلية الآداب، جامعة القاهرة،
المشارك في البحث
الناشر
قسم التاريخ، كلية الآداب، جامعة القاهرة،
عدد البحث
العدد السابع والثلاثون
سنة البحث
2010
صفحات البحث
124-145
ملخص البحث