يمثل التراث العمراني ثروة معمارية وحضارية، ويؤدي عدم التعامل الأمثل مع تلك الثروة إلى تدهورها وفقدانها تدريجيا، لذا فإن الحفاظ على التراث العمراني للمدن القديمة من الموضوعات التي نالت اهتمام العديد من الجهات الدولية والمحلية سواء الرسمية أو الأهلية.
ويعتبر التحول في الاستعمالات والوظائف (سواء من الناحية المعمارية نتيجة لتطور نوعيات الوظائف وتغيرها، أو من الناحية التخطيطية نتيجة للتحول التخطيطي للمنطقة من حيث الاستعمالات ومحاور الحركة) من العوامل التي تعجل بتدهور التراث المعماري بصورة مباشرة وغير مباشرة، وهو الأمر الذي لا يمكن تجاهله عند الحديث عن أي استراتيجية للحفاظ على التراث المعماري.
وتهدف معظم استراتيجيات الحفاظ إلي جعل التراث المعماري يبقى لأطول فترة ممكنة، وإن كانت تدور في معظمها حول الصيانة والترميم والتي سرعان ما يزول أثرها نتيجة لعامل الزمن أو عدم كفاية الموارد، ومن أهم الاستراتيجيات التي لاقت اهتماما تلك التي تركز على استيعاب الأثر ودمجه في النسيج العمراني من خلال إعادة توظيفه وتأهيله لاستيعاب أنشطة حديثة تتناسب مع طبيعته و تضمن حسن استغلاله وصيانته.
وتناقش الورقة البحثية فكرة إعادة التوظيف كأحد استراتيجيات الحفاظ على التراث العمراني، ويتم ذلك من خلال المناقشة والتحليل لكل من: (المفهوم/ المحددات/ الإجراءات/ إمكانيات التطبيق).