خلفية البحث: 

   الطبيعة مليئة بالعديد من الخامات والمواد ، ولقد جاءت على الفنان بخامات لا حصر لها، غير أن حرية الفنان فى اختيار الخامات المناسبة لعمله ليست بالحرية المطلقة أو بالعمل العشوائي، ولكن خبرة الفنان ورؤيته الفنية ووعىه الكامل بإمكانيات وخصائص كل خامة هو الفيصل فى ذلك.

   وبتطور العلوم واستخدام التكنولوجيا وتعدد مجالات العلم المختلفة جعل الفنان يتطور بتطور العلوم ،ومن هنا أصبح اهتمام التربية الفنية بصفة عامة والأشغال الفنية بالأخص بالخامات وطرق تشكيلها .

    ومجال الأشغال الفنية " يعد أحد ميادينها الرئيسية فمن خلال ممارستها يكتسب المتعلم العديد من المهارات والمعلومات، كما تتيح فرصة للتفاعل مع العديد من الخامات فيتعرف علي مصادرها وطبيعتها وكيفية السيطرة عليها والتعامل معها " ( الفقي ، 1997 ، 38 )

    وقد أتاح لها العلم "متابعة كل ما هو مستحدث من خامات لم يكن لها وجود طبيعي ــــــ بل وجدت بفضل التجريب وأثره علي متغيرات الصياغة التشكيلية والتقدم التكنولوجي ، وأصبحت تحت تصرفه كمواد خام جديدة منها اللدائن ( كالبلاستيك والنايلون وخيوط البوليستر والألياف الزجاجية والأقمشة الصناعية ..إلخ ) ، ومجال الأشغال الفنية كأحد فروع التربية الفنية يتيح أستغلال متروكات المجتمع أو نفاياته فيعيد استغلالها ليحقق من خلال ذلك قيم فنية جديدة"  ( البسيوني ،1978، 23)

    تشهد الفنون في الوقت الراهن اهتماماً خاصاً ببقايا الخامات والخامات سابقة التجهيز وصياغتها وتشكيلها في الأعمال الفنية، واستطاع الفنان في العصر الحديث أن ينطلق بفكره ويتحرر من الصياغات التقليدية للتشكيل وساعده في ذلك البحث والتجريب، فأتاح للفنان تحويل تلك البقايا إلي أعمال فنية قائمة علي أسس فنية إبتكارية، نظرأ لنقص الخامات وارتفاع أسعارها في الوقت الراهن لكونها تصنع بالخارج مما أدي إلي دفع معلمي التربية الفنية لإستخدامها كمصادر لخامات التعبير الفني.