عندما وضع أرسطو تصنيفه للعلوم ميز بين ما كان منها علماً نظرياً غايته المعرفة كالفيزيقيا والرياضيات والفلسفة الأولي ، وما كان منها عملياً غايته السلوك مثل الأخلاق والسياسة ، وما كان منها إنتاجيا غايته إنتاج شئ جميل أو مفيد ، مثل فن الشعر . أما المنطق فلم يذكره ضمن هذه العلوم . ولعل السبب في عدم اعتباره علماً من العلوم ، هو أن موضوعه أوسع من أي منها . لأنه يدرس التفكير الذي يستخدم فيها جميعاً ، بل يدرس أيضاً التفكير الذي لا يدخل في نطاق العلم ، كالتفكير الشائع عند جمهور الناس ، والذي يستخدم في البلاغة ، وكذلك يقدم المنطق القواعد التي تجنب الإنسان الخطأ وترشده إلي الصواب . ومن هنا فقد عُد المنطق عند أرسطو مقدمة للعلوم تساعد علي التفكير السليم (1) .
ويقال عن أرسطو أنه الواضع الحقيقي لعلم المنطق ؛ حيث كان له العديد من المؤلفات المنطقية التي جمعها تلاميذه وشراحه ، وأطلقوا عليها أسم " الاورجانون organum ( أي الأداة أو الآلة) ، وظل هذا الاورجانون المنهج الوحيد للتفكير حتي مطلع العصور الحديثة (2).
Research Department
Research Journal
مجلة كلية الآداب بالمنيا
Research Member
Research Publisher
جامعة المنيا
Research Rank
2
Research Year
2008
Research_Pages
50
Research Abstract